السبت، ٤ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

عام الشباب 2010

الشباب هو الأمل .. هو الحماسة والعمل ، الشباب هم طاقة الأمة وروحها المتوقّدة التي تشع نشاطا وقوة ، وإنما تقاس قوة الأمة وقدرتها على البقاء بين الأمم الأخرى بقدر ما فيها من شباب يحملون قيمها ويحفظون تاريخها ويحافظون على هويتها

والنبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما أنشأ هذه الأمة .. اهتم بشبابها كما اهتم بشيوخها وأطفالها ، بل إنه كان يقدّم الشباب أحيانا كثيرة على الشيوخ ، ويتجلى ذلك في أكثر من موقف في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم . ففي مَهمّة مُهمّة لهذه الأمّة .. والتي هي نقلة نوعيّة في تاريخ الإسلام ، في إرسال جيش لإيصال دين الله عز وجل إلى بلاد الشام والتي كان يحكمها الروم في ذلك الوقت ، اختار النبي صلى الله عليه وسلم الشاب الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه لهذه المهمّة ، وقدّمه على شيوخ الصحابة وفيهم أبابكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم .. وهذا ليس تقليلا من شأن الشيوخ لكنها الثقة بحماسة الشباب وروحهم الوثّابة

وفي غزوة أحد ، شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه حول كيفية ملاقاة الأعداء من كفار قريش الذين جاؤوا لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فبعد المشاورات والاجتماعات خرج شباب الصحابة برأي الخروج إلى أحد لملاقاة الأعداء هناك ، وخرج شيوخ الصحابة ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم بخطة حرب الشوارع أي داخل المدينة . وفي نهاية المطاف قدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي الشباب من الصحابة وذلك لكثرتهم وحصولهم على أغلبية التصويت ، وتراجع عن رأيه صلى الله عليه وسلم . ففي هذه القصّة لفتة مهمة في إشراك الشباب اليافعين في كل قضايا الأمة حتى لو كانت مصيرية وتعني بقاء الأمّة أو زوالها

وفي المقابل فلقد كان شباب الصحابة يعطون آذانهم وأذهانهم لشيوخ الصحابة فيستنيروا برأيهم ويستلهموا الحكمة منهم

ومن هذا فإنّي أعوّل في شباب المبتعثين خيرا في إدارة النادي للعام القادم ، ولنجعل عام 2010 عام الشباب . فيا شبابنا سنعطيكم أصواتنا فأعطونا آذانكم

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .. وثبتنا على الحق حتى نلقاه .. اللهم آمين

هناك تعليق واحد:

  1. أحسنت دكتور أسامة

    فعلا الشباب طاقة جميلة فياضة تموج حماسا ونشاطا وابداعا... واتفق معك ان على من هم أصغر سنا سماع رأي الأكبر سنا ... ولكن السؤال الذي طرح نفسه علي ومسكني مسكة مخلبية صارمة لم اتمكن من الفكاك منها ...... هل الماضي يستطيع دائما ان يبني المستقبل الذي نريده؟

    في انتظار سماع رأيك لك مني خالص الحب والتقدير والاحترام

    أخوك
    نبيل المير
    nabeelalmeer@hotmail.com

    ردحذف