الخميس، ١٤ شوال ١٤٣١ هـ

حتى لا تُدركنا اللعنة ؟!!؟

حتى لا تُدركنا اللعنة ؟؟!!؟؟

غريبة هي عقولنا وأفهامنا .. أحيانا نقع في أخطاء غيرنا ، ونحن نعلم أنها أخطاء .. وكنّا نلومهم عليها .. ثم ها نحن نقع فيها دونما نقصد أو نقصد

نقرأ في كتاب الله سبحانه وتعالى قصص بني إسرائيل الواحدة تلو الأخرى ، وكيف أنهم تدرّجوا في البعد عن الله حتى أصبحوا يألفون المعاصي .. فاستحقوا بذلك لعنة الله تعالى على لسان أنبيائه الكرام ، فقال تعالى ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوّا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ... ) الآية

ثم إنهم ازداد طغيانهم حتى رفعوا أنفسهم عن المكانة التي خلقهم الله عليها كبشر ، وقالوا هم والنصارى ( نحن أبناء الله وأحباؤه ، قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق .... ) الآية ، وطغوا وبغوا في الأرض فسادا وادّعوا أنهم شعب الله المختار ، وأن بقية الأمم قد خلقت لخدمتهم مثلها مثل الحيوانات والدواب ؟؟!!؟؟

وهذه المعصية ( الكبر والغطرسة والعلوّ) قد بدأت تظهر في بعض المجتمعات المسلمة .. وقد لفت نظري التغطية الإعلامية في الصحف السعوديّة لما حصل للفتاة الجزائرية رحمها الله ، و غفر لها ورزق أهلها الصبر والسلوان ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يُظهر الحق في قضيتها

للأسف .. أقولها وأنا أعنيها .. أظهر الإعلام أنه لمّا باشرت السلطات الأمنية موقع الحدث .. قبضت على اليمانيين والبنغلاديشيين فقط ، وحققت معهم .. ولم يتم توجيه إصبع الشك أو حتى التحقيق الروتيني مع أي شخص سعودي ؟؟!!؟؟ لا صاحب الفندق ، ولا موظف الاستقبال ، ولا أي أحد .. ثم ركّزت التغطية الإعلاميّة على أن اليمني المدان لا يملك إقامة نظامية .. وتم تحويل القضية وتحويرها في العمالة الغير نظامية وأنها هي سبب كل أنواع البلاء في السعودية ؟؟!!؟؟

هكذا بكل بساطة وسذاجة .. كلما حصلت مشكلة ، يتم تحويلها وتحويرها على غير السعوديين (أو ما يسمّون بالأجانب) ، ولا يتم تسليط ولو بعض من الضوء على السعوديين الذين قد يكونوا هم أسّ البلاء وأساس المشكلة

هذه النظرة الاستعلائيّة والاستعدائيّة .. لغير السعوديين ، من المقيمين بشكل نظامي أو غير نظامي .. تشبه تماما نظرة بني إسرائيل لغير الإسرائيلين (أو مايسمّون بالأمميين) التي جعلتهم يستعلون ويستكبرون .. ثم استحقوا بعد ذلك لعنة الله وعذابه

فهل نتناصح فيما بيننا .. في أن نراجع نظراتنا وتعاملنا مع غيرنا

وأن نضع أنفسنا في الموضع الذي يحبه الله ويرضاه .. وهو أننا جميعا عبيدا لله .. مسلمنا وكافرنا .. عربينا وأعجمينا .. سعودينا وأجنبينا

فلنكن عبيدا لله .. لا عبيدا لأنفسنا والشيطان

وفقني الله وإياكم للهدى والتقى .. وجمعنا في الجنة ، ونعم الملتقى


محبكم

أبوشهد .. أسامة بارشيد